هو الله نور الكون ... الشاعر حسن بن عزيز بوشو

هو الله نور الكون






الشاعرالمغربي الكبير حسن بن عزيز بوشو



هو الله ، نور’ الكون، يبسط ظلّه ... فيحجب’ عين الخلْق عن نوره الظلّ’


بأسمـائـه الحسـنـى تـفـرّد عالـيـا ... ويقصـر’ عـن إدراك أوصافـه العـقـل’


هو الظاهر’ المحجوب’ عـن كـلّ مقلـة ... ســوى مقـلـة لله بالـحـبّ تبـتـلّ’


هـو الباطـن البـادي لـكـل بصـيـرة ... تجاوزت المحسـوس ،ليـس لـه شكـل’


لــو انكشـفـتْ أنـــواره لـعـبـاده ... لأحرقهـمْ والكـون ذالـكـم’ الـوصْـل’


و لـو لاح لاندكّـتْ جبـال وخــرّ مــن ... عليها ،كموسـى إذ أجيـب لـه السـؤل’


هـو الحـيّ والقيّـوم مـا ضـمّ ذاتــه ... مـكـان ومــا لله بـعـد ولا قـبــل’


تـنـزّه ربّـــي أن يـحّــل بـحـيّـز ... من الأرض في الدنيا كزعْم الأولـى ضلّـوا


هوالخالـق البـاري المصـوّر ،مـن لـه ... يسبّـح مافـي الكون،ليـس لـه مـثـل’


هوالمـلـك الـقـدّوس حـافـظ خلـقـه ... تعـالـى حفـيـظ لا يـمـلّ ولا يسـلـو


هوالقـاهـر الجـبـار فــوق عـبـاده ... لقبضتـه- سبحانـه -يـذعـن الـكـلّ’


هوالنافع الضـارّ’ المجيـب’ لمـن دعـا ... ومنه تعالـى يرْتجـى الخيـر’ والفضـل’


وربـي غنـي، مالـك الملـك ،قــادر ... له وحـده فـي ملكـه الحـوْل والطـوْل’


قــوي متـيـن مـؤمـن ومهـيـمـن ... لطيـف خبيـر عـن تصـوّرنـا يعـلـو


عـلـيّ عظـيـم ذو جــلال وعـــزّة ... رؤوف رحيم،يكشـف الـضّـرّ أو يبـلـو


سميـع بصيـر لـم تغـبْ عنـه نمـلـة ... تـدبّ بجـوْف الأرض داهمهـا سـيـل’


عليـم بمـا قـد كـان مـن أزل ومــا ... تخبئـه الآبـاد مــن دونـهـا اللـيـل’


عزيـز جلـيـل الـقـدر مقـتـدر لــه ... يذلّ الأولى عزّوا ويجثـو الأولـى جلّـوا.


مجـيـد كـبـيـر مـاجــد متـكـبـر ... معـز مـذل رافــع خـافـض عــدل’


وربـي سـلام للأنـام، وهــم طـغـوا ... فحـق عليهـم فـي حياتـهـم الـقـول’


وحـاق بهـم هـول الحـروب تنـاحـرا ... وإن لـقـاء الله حـقّــا هـوالـهـول’


فناسيه ينسى فـي العـذاب وفـي الضنـى ... ويسقـى كؤوسـا أترعـت ملؤهاالمهـل’


وباعثنـا القهّـار يمهـل مــن بـغـوا ... ولكـنْ مـآل البغـي مـن ربنـا الـذلّ’


فكـم مـن طغـاة أعجبتْهـم نفوسـهـم ... أماتهم’ في القهـر مـن بعدمـا استعلـوا


هو المقسـط الحكـم الحكيـم ومـن بـه ... يلـوذ التقـيّ’ إن أضــرّ بــه نــذل’


وربـي هـو الوالـي الوكـيـل لعـبـده ... إذا مسّـه ظلـم وضاقـت بـه السـبْـل’


متى ما دعـا المولـى استجـاب دعـاءه ... مـذلا لمـن أعمـاه فـي ظلمـه الغـلّ’


وربـي رقـيـب ،لا دسـائـس خلـفـه ... وليس بخاف عنـه مـن أمرهـم دغْـل’


علـى نفسـه قـد حـرّم الظلـم مبغضـا ... لمن ظلمهمْ للنـاس فـي عرفهـم حـلّ’


وربــي حسـيـب جـامـع ومـؤخـر ... فمنتقـم، والمـكـر يعـلـى ولا يعـلـو


هـو الأول المبـدي المعيـد بديـع مــا ... حوى الكـون ممـا لا يحيـط بـه عقـل’


هو الـوارث الباقـي الشهيـد وكـل مـا ... سوى المتعالـي ،فـي التـراب سينحـلّ’


هـو الآخـر المحـصـي المقـدّم،وحـده ... لـه العقـد فـي ملكوتـه ولـه الـحـلّ’


هـو الواحـد المحيـي المميـت، ووحـده ... يصيـب بـداء أو يشافـي مـن اعتـلّـوا


هـو الواجـد الفتـاح مـا كـان موصـدا ... إذا انسـدت الأبـواب وانعطـب القـفـل’


وليـس سـوى الأعلـى المجيـر يغيثنـا ... إذا هاجـت الأمـواج وانقـطـع الحـبـل’


ورزّاقـنـا المغـنـي الحمـيـد مقيتـنـا ... إذا اشتدّ في السبْع العجـاف بنـا المحـل’


هو الموجد الفعّـال مـا شـاء وارتضـى ... ولو لسـوى الفعّـال قـد أسنـد الفعـل’


فلـسـت بــرام إذْ رمـيـت وإنـمــا ... رمى الله منسوبـا لـك الرمـي’ والنبْـل’


ولـولا هـدى الهـادي لمـا كـان مهتـد ... ولا كـان ذكـر الله فـي روحنـا يحـلـو


متـى مـا تجلّـى نـوره فـي قلوبـنـا ... أضاءتْ، وعنـد القبـض ينسـدل الليـل’


فسبحـان ربـي الباسـط القابـض الـذي ... متى شاء كان الوصـل منـه أو الفصـل’


هو المنعـم الحـق الـودود ولـيّ’ مـن ... صبابتـه الرحمـن لا الـمـال والأهــل’


هـو المانـع الوهّـاب يمنـح مـن يشـا ... ومنـه تعالـى وحـده المنـع والـبـذل’


هو الواسع المعطـي لمـن شـاء عـزة ... ويعطي الهدى مـن هـم لرحمتـه أهـل’


ويؤثـر بالإحسـان مـن قــد أحبـهـم ... ولـم يلههـم عـن شكـر آلائـه شغـل’


ويعطي غنى الدنيا لمن شاء فـي الـورى ... ليهـدي أهداهـم ويفتـن مــن ضـلّـوا


هـو البـرّ’ ذو الإكـرام غفّـار كـل مـا ... سوى الشرْك مما قد جنى الطيش والجهـل’


فـربـي كـريـم لا حــدود لـجــوده ... عفـوّ غفـور للعصـاة ومــن زلّــوا


صـبـور عـلـى نكرانـهـم متفـضّـل ... بفيْـض مــن الآلاء ماانـفـكّ ينـهـلّ’


رشيد هدى النجديـن ،مـن شـاء يهتـدي ... ومن شـاء كفرانـا تضـلّ’ بـه السبْـل’


حليـم شكـور لـيـس يبـخـس تائـبـا ... ولو جـاء بعـد الفـوْت يرهقـه الحمـل’


هـو الأحـد التـوّاب والصـمـد الــذي ... إلـى نصـره الموعـود يرتفـع السـؤل’


فيـا حـيّ يـا قيّـوم ،يـا مـن بذكـره ... وأسمائـه تحيـى القـلـوب وتخـضـلّ’


أغثْ أمة الإسلام فـي القـدس واستجـب ... ْلمـن لـك بالشكـوى أكفـهـم’ تعـلـو


وقـد ضاقـت الدنيـا بمـا رحبـت بهـم ... ولـم يجْدهـم أهـل كــرام ولا خــلّ’


ومـلّ سمـاع’ الأرض طـول عنائـهـم ... وهم من رجـاء فيـك يـاربّ مـا ملّـوا


فثبّـتْ بحـب القـدس أقدامـهـم بـهـا ... وقد ساد فيها الوغـل واستأسـد الوعْـل’


وعـاث بنـو صهيـون فيـهـا نـذالـة ... وديست بها الحرمـات واسترخـص القتـل


و''شارون’'' روح’ البغـي فيهـا وجسمـه ... يخور’ كما قد خـار مـن قبلـه العجْـل’


ومـن خلفـه الشيطـان’ يسنـد ظـهـره ... ويغري على الطغيـان فيهـا مـن احتلّـوا


فيـا حـقّ، يـا قهـار، أطفـئْ كيانـهـم ... بمـا أسلفـوا مـن مكرهـم وبمـا يتلـو


ونوّرْ'' قـادة الإسـلام'' واجمـعْ قلوبهـم ... عسـاه مـع الأخطـار يلتئـم الشـمـل’


وصن سـادس الأطهـار للخيـر والهـدى ... تشـعّ بـه فيـنـا النـبـوّة والـرسْـل’


وعـزّزْ بــه فيـنـا رسـالـة جــده ... لنحيا بها فـي النـور إن عسعـس الليـل


وعجّـلْ لنـا بالنصـر وارحـمْ هوانـنـا ... بأسمائك الحسنى وأنوار ما نتلو




نشرت أول مرة في المغرب عبر المجلة التي تصدرها


وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية